وصف الدكتور الباحث والخبير الاقتصادي عبد الرحمان عية، دعوات بعض الفرنسيين الى فرض عقوبات اقتصادية على الجزائري، بأنها دعوات غير عقلانية، بالنظر الى المعطيات على ارض الواقع، والتي تظهر جليا استحالة تحقق هذا الحلم.
وقال الدكتور عية في تصريحه لصحيفة الجزائر فيرست: من المستحيل أن تستطيع فرنسا فرض عقوبات على الجزائر اقتصاديا او سياسيا او في اي مجال آخر، وذلك لعدة أسباب، من ابرزها مسألة الهجرة.
وقال المتحث أن هذه المسألة تكتسي بعدا متعلقا بالأمن القومي الفرنسي، حيث تمثل الجالية الجزائرية هناك ما نسبته عشرة بالمائة من التعداد السكاني، ولديها علاقات مباشرة وغير مباشرة مع البلد الأم، خاصة وأن الجزائريين اصبحوا يمثلون رقما صعبا في فرنسا وفي شتى المجالات. منها التجارية والسياحية والدينية وهم يمثلون قوة تخيف بشكل كبير السلطات الفرنسية، هذه الاخيرة كانت لها تجارب قاسية مع الجزائريين هناك، وبالتالي فان محاولة فرض اي عقوبات على الجزائر سيكون لها ارتدادات مؤثرة،
من جانب آخر يقول عية، يمثل ملف العمالة ثقلا آخر في ميزان العلاقات بين الجانبية، حيث يعمل الجزائريون في مجالات حساسة ومهمة في فرنسا، على سبيل المثال القطاع الصحي، الذي يحوي عددا مهما من الاطباء والممرضين الجزائريين اضافة الى قطاعات اخرى مهمة جدا كالتعليم والبحث العلمي وحتى في مجال الحراسة حيث اصبح بناء المجتمع الفرنسي مبني على العمالة الاجنبية وخاصة الجزائرية.
وتحدث الدكتور والباحث علي عية عن ملف مهم في هذه المعادلة وهو ملف اللغة حيث قال: الفرنسيون يدركون تمام الادراك، أن لغتهم آيلة الى الزوال، وهم أنفسهم اصبحوا يعتمدون على اللغة الانجليزية في تواصلهم وخاصة في بحوثهم العلمية ، مع ذلك لا زالو يدعون طان لغتهم لازالت تحظى بالمكانة بين لغات العالم، وهم حريصون على بقائها في الجزائر حيث تستعمل كثيرا مع انها ليست لغة وطنية ولا رسمية.
عبد الرحيم خلدون
