الجزائر سيدة يا.. بلينكن
قلم: عبد الرحيم خلدون
بيان لكتابة الدولة الأمريكية أغاضني وأغضبني أشد الغضب، وجعلني أفكر مليا واطرح السؤال على نفسي، هل نحن مجبرين على تقديم توضيحات لأمريكا، ثم من هي امريكا حتى نقدم لها نحن الجزائريون تبريرات عما نفعله ونعيشه في بلادنا وفي اطار سيادتنا التامة.
البيان تناول معلومات مغلوطة وغير دقيقة بخصوص الحريات الدينية في الجزائر، وهو الامر الذي دفع بوزير الشؤون الخارجية احمد عطاف الى الاعراب عن اسفه بخصوص ما اورده البيان. موضحا خلال مكالمة هاتفية جمعته مع نظيره الأمريكي أنطوني بلينكن، أن ذات البيان قد أغفل الجهود التي تبذلها الجزائر في سبيل تكريس مبدأ حرية الاعتقاد والممارسة الدينية، وهو المبدأ الذي يكفله الدستور الجزائري بطريقة واضحة لا غموض فيها، حسب بيان اوردته وزارة الشؤون الدينية.
اود في هذا الاطار أن اذكر بتصريحات تواترت لرئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية، والتي صبت في مجملها في سيادة الجزائر في قراراتها ومواقفها وسياستها الداخلية وحتى الخارجية، وتلك التي قال فيها انه لا توجد قوة على الأرض يمكنها الضغط على الجزائر.
في اعتقادي ان مثل هذه النقارير والبيانات، لا يجب الرد عليها ولا تناولها بالنقاش، وانما تجاهلها تماما، وان كانت كتابة الدولة الامريكية لا بد لها من نشر البيانات والتقارير فالأحرى بها ان تبدأ بنفسهاـ أو اضعف الايمان ان تصدرها في حق أكبر المنحرفين والمضيقين على الحريات الدينية ، وفي حق اعتى احتلال بالعالم كله.
الجزائر ليست في موقف يدفعها لتبرير تصرفاتها لأحد، وانما السن بالسن والعين بالعين والبادئ اظلم، ثم أن المنطق هو ان تصدر الجزائر بيانات في حق منتهكي حقوق الانسان في العالم والمضيقين الحقيقيين على الحريات الدينية وليس العكس،
الوزير عطاف، وبحنكة سياسية ودبلوماسية، لم يخرج نظيره الأمريكي عن هذا الاطار، حيث ذكره بما يحدث من انتهاكات لكل الأراف الدولية في فلسطين الحبيبة وفي قطاع غزة، وكذا ما يحدث في الصحراء الغربية من تجاوزات، وعن دور الولايات المتحدة الامريكية المزعوم في ايجاد حل نهائي للنزاع.