عجب عجاب ما عاشه المواطنون البسطاء بفعل ما قدر عليه السلطان وعجز عن فعله القرآن، اليد الحديدية التي قصمت بها الدولة ظهر اللصوص سارقي لقمة عيش الزوالي، جعلت من انهكتهم رحلات البحث عن الحليب والزيت يرددون عبارة عجب عجاب، متسائلين عن كيفية حدوث هذا الامر في رمشة عين.
نعم تحقق حديث محمد صل الله عليه وسلم، ان الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرأن. السلطان الذي زرع الرعب في قلوب النفوس المريضة المهوسة بالربح، تلك النفوس الانانية الخالية من الوازع الديني، حيث لا تردعها لا صلاة ولا خطبة واعظة ولا حتى نار ووعيد، غير ان السجن والغرامة المالية ردعتها.
يد السلطان واحدة، نعم هذه اليد التي ردعت هؤلاء هي نفسها التي حلت ازمة السيارات وجعلت الاسعار في الحظيظ رغم جماد السوق، وهي من ستريح المواطنين من هذه الازمة التي طال امدها.
هذه اليد المباركة مدعوة اليوم لمواصلة احكام قبضاها، ولكن من الجهة الاخرى والجانب الاهم من توفير الزيت والحليب والسيارات، فالجزائريون اليوم يعيشون ازمة اخلاقية حقيقية استوجبت تدخل يد السلطان.
اليست تربية ابنائنا والمحافظة على امنهم الاجتماعي اولوية الاولويات، كيف يكون ذلك والافات الاجتماعية لا تكف عن الانتشار، ان المتاجرة بالمخدرات والمهلوسات والحبوب التي جعلت من شبابنا مجانين في حياتهم اليومية، اصبحت متاحة وبكل اريحيةـ فلا يكاد يخلو حي من الاحياء ولا شارع الا ووجدت فيه تاجرا مروجا معروفا لدى العام والخاص، وظيفته الربح السريع ومهمته تدمير العقول والافئدة.
ان شارعنا اليوم يستغيث بسبب الممارسات اليومية التي ينتهجها شباب دمرت الحبوب عقولهم ونزعت منهم الاحساس بالمسؤولية واحترام الغير فصار ازهاق روح من الروتين والاعتداء على ممتلكات المواطنين صورة عادية تتكرر كل اليوم.
ان هذه الاستغاثة لتستوجب الاستجابة العاجلة، ويد السلطان التي ادبت الجشع لهي القادرة على قطع دابر من يسعون لتدمير المجتمع وضربه في مقوماته، وهنا لن اعدد الكيفية والآليات للقيام بذلك، فيد السلطان واحدة، وهي اعرف وادرى.
عبد الرحيم خلدون