أظهرت الفيضانات الأخيرة التي أغرقت عدة مناطق من الجنوب الغربي للبلاد خطورة اقامة المشاريع و بناء السكنات على جوانب الوديان و المجاري المائية، و في هذا الصدد حذر عدة خبراء من فيضانات تكون كارثية سيما و أن توقعات كبيرة بهطول امطار فوق معدلها خلال هذا الخريف و الشتاء القادم، و ذكر احد الخبراء في تصريح له للجزائر فيرست أن اقامة فِلل و بنايات فاخرة في وادي حيدرة يعد مغامرة كبيرة لطالما حذرنا منها، مستغربا من ظاهرة الاستهتار و إقامة مشاريع داخل وديان و على جوانبها حتى و لو كانت هذه الوديان قد توقفت عن الجريان منذ مئات السنين، موضحا أنه في حالة هطول امطار فوق معدلها الطبيعي فإن الفائض من الماء سيتخذ أي مجرى او جدول او وادي قديم، ما يعني الكارثة، مذكرا بفيضانات باب الواد في 2001 التي تسببت في وفاة مئات الأشخاص و خسائر مادية كبيرة و كل هذا حسبه نظرا لسد قنوات تسريب مياه الأمطار بالاسمنت المسلح لدواعي امنية، و النتيجة أنه حين هطول الأمطار لم تجد السيول سوى الوادي القديم من تيليملي إلى باب الواد الذي تحول إلى طريق و على جوانبه بنايات ليجري فيه، و تحدث على اثرها الكارثة التي لم نكن نحسب لها حساب، و هو ما يستدعي من السلطات _ حسبه_ إعادة النظر في مخططات الطوارئ و المخاطر و ابعاد هذا الملف من الإدارة و وضعه بين يدي المختصين.
