
بواسماعيل و فوكة البحرية.. عن السردين الذي اصبح من البورجوازية
.الساعة العاشرة و النصف صباحا، رغم ان الجو مشمس و الحرارة معتدلة الا ان عدد المشترين حول بائعي السمك لمدينة بواسماعيل في ولاية تيبازة قليل جدا . وهذا راجع الى ارتفاع ثمن السردين ، كونه السمك المفضل و رخيص السعر لدى العامة من الجزائريين و الأكثر شراء له. في العادة لا يقل عن صندوقين في الطاولة الواحدة، الا انه في هذا اليوم ، يوجد واحد فقط ، و لم ينتصف بعد و ثمنه الف دينار.
صرح شاب ثلاثيني قائلا: (اقتنيت حوالي نصف رطل منه من اجل طفلي الصغير، الا ان البائع تصرف معي باستهتار و لا مبالاة).
و أضاف : (طبقا لمبادئي ، لن اشتريه بهذا السعر، ولن اكله، لولا انني اضطررت لذلك بخصوص الولد) .
زبون اخر اكد تعجرف البائع عند استفساره عن الثمن.
اما شاب يملك اعمام زوجته باخرتين في ميناء بوهارون قال 🙁 افهموني هؤلاء الاقارب ،ان المشكل في المضاربين، و الباخرة حين عودتها و قبل وصولها الى الميناء ، يسال المضاربون عن الكمية بالاتصال برئيسها و يعرضون اسعارهم ، و تبدا عملية المضاربة). ثم أضاف : ( ياتون بسردين لم يكتمل نموه بعد ، ثم يخبرونك بانه للدولمة و يخترقون أوقات حظر الصيد في وقت التكاثر).
و بخصوص هاوي صيد في الأعماق يؤكد ان الصيادين افسدوا بالديناميت أوساط اكل و تكاثر السردين ، ثم يتكلمون عن قلة اعدادهم في هذه السنوات الأخيرة).
نفس الوتيرة حول بائعي السمك لبلدية فوكة البحرية، زبائن قليلون، و لا وجود للسردين اطلاقا ، الا نوع ( اللاتشا) و مع ذلك سعرها خمس مائة دينار، مرتفع ، كونها غير محبذة للاكل ، و يتطلب طبخها وصفة خاصة. وقد اشترى منها زبون رطلا منها من اجل الصيد.
تكلم احد موردي الباعة قرب شاحنته بصوت مرتفع في هاتفه الخلوي عن نوع من الأسماك : ( ان احضر له من اجل الاكل لا مشكلة في ذلك، اما من اجل ان يعيد البيع فلا يمكنه ذلك، فالثمن مرتفع ، بكم سيشتريه و باي ثمن يبيعه).
و فيما يتعلق ببائع اخر ، كلما ساله زبون عن ثمن سمك معين، يجيبه بالثمن ، مع تبريره لذلك بتحديده ثمن الشراء من الموردين كذلك، لان الثمن مرتفع).
اما عن باقي أسعار السمك الأخرى، فالاخطبوط مثلا ثمنه سبعة مائة دينار و الشالبا بستة مائة اما السيبيا سعرها الف وأربعة مائة دينار ببواسماعيل و الف و ثلاثة مائة دينار بفوكة البحرية و الكروفات البيضاء بالف و خمسة مائة دينار اما الروجي بالفين دينار.
بعد ان كان المواطن الفقير في السابق يقول : انني يمكنني شراء السردين ولكنني لا استطيع شراء الحوت الذي يضم أنواع الأسماك الأخرى، اما حاليا يقول لسان حاله : لا يمكنني شراء أي نوع مطلقا ،كون السردين اصبح حوتا.