القبض على فردة
قلم: محمد دلومي
حين كان الكيان المحتل يمشي مع العرب بالعين الحمراء، كان إعلامه عند أي عملية يعلن بكل فخر أنه تم القضاء على القائد الفلاني، كما حدث مثلا في عملية فردان ببيروت حين أعلن الإعلام الصهيوني أن فريق كومندوس استطاع القضاء على القادة كمال عدوان و كمال ناصر و ابو يوسف النجار في ضربة واحدة في أفريل 1973، أو كما حدث مع المناضل الجزائري محمد بودية الذي تم تفجير سيارته بباريس بحضور تسيفي زامير مدير الموساد الذي أراد الحضور شخصيا ليتأكد بنفسه أن بودية قائد خطف الطائرات و قائد عملية مطار اللد و مناطق أخرى داخل الكيان، قد تم شطبه من قائمة غولدا مائير المطلوبة للموت.
كان ذلك في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، اليوم في 2023 بعد نصف قرن من تلك العمليات يقدم الإعلام العبري إنجاز الجيش الذي لا يقهر من خلال القبض على (فردة) حذاء يحي السنوار، كإنجاز كبير، الغريب أن الفردة الأخرى لم يتم القبض عليها، و كما قال أحدهم طيلة حياتنا نسمع اغنية جوليا بطرس وين الملايين و في الأخير طلع لا ملايين ولا هم يحزنون فقط بعض الآلاف من فتية المقاومة (بكفو) لتحرير فلسطين، شريطة رفع العرب ايديهم عن القضية الفلسطينية و توقفهم عن العمالة، و من المضحكات المبكيات أن الأنظمة العربية المطبعة يرعبها جيش كل قدراته القتالية قصف المدنيين و القبض على احذية رجال المقاومة، و في انتظار ما تسفر عنه التحقيقات مع (فردة) حذاء السنوار و تقديمه للمحاكمة فإن الآلة الحربية للاحتلال تعمل على قدم وساق بالحفاظات للقبض على فردة (تقاشر) أبو عبيدة، و مصاصة ابنه عبيدة، ليقدمها الإعلام الصهيوني كإنجاز فريد.
عموما العيب ليس في جيش أثبت للمرة (س) أنه بلا مروءة، و أنه حين يتعلق الأمر بالمسافة صفر فإنه مضطر لاستعمال الحفاظات لأن نتائجه صفر، و إنما العيب في المطبعين العرب الذين يرتدون حفاظات دون حتى حرب.