الذباب الالكتروني.. الحقيقي
قلم: عبد الرحيم خلدون
والله ما شاهدته في المدة الأخيرة، وقد كنت أتعفف عنه في وقت سابق، الا أن الحاجة المهنية دفعتني اليه دفعا، ليندى له الجبين.
لم أكن اتصور أن حجم الاباحة قد وصل حدا لا يترك مجالا للتغاضي ولا للسكوت عنه، فيديوهات غير اخلاقية ومباشرات أقل ما يقال عنها أنها منحطة، يقال فيها ما تنأ أذن العفيف عن سماعه منفردا منزويا بينه وبين نفسه.
اذن هذا هو الذباب الالكتروني، ولا أعتقد أنه يوجد ذباب آخر وليس غيره يحوم ويتغذي من النفايات والقاذورات، يقولون أنهم يربحون أموالا طائلة على منصات التواصل الاجتماعي، فلا بارك الله فيهم ولا بارك لهم.
ألم يذكر هؤلاء قول نبينا وسيدنا محمد عليه الصلاة والسلام، كل أمتي معافى الا المجاهرون، ولما الاستغراب فهؤلاء باعو دينهم بعرض من الدنيا قليل،
سيقول البعض هؤلاء احرار في تصرفاتهم، نعم هم أحرار في تصرفاتهم ما لم يتقيأو علينا وعلى أولادنا.
فعديم الاصل صاحب الشعر الاصفر المصبوغ وصاحبة المؤخرة النتنة، يرتكبون الفعل المخل بالحياء الفضاء العام نهارا جهارا، نعم الفضاء العام ، فالتواصل الاجتماعي اصبح فضاءا عاما تنعدم فيه الرقابة، فبفعل امثال هؤلاء كم من ولي أمر وجد نجله في فيديوهات غير اخلاقية، وكم من ربة بيت وجدت بنتها في مباشرات لا ظابط فيها ولا رقيب.
اليوم السلطات القضائية والامنية امام تحد حماية ابناءنا وبناتنا من هؤلاء الحثالة، ووجب تكييف القانون بما يستوجد ذالك، واعتبار الفعل المخل بالحياء بالفضاءات الاجتماعية، فعلا واقعيا وجب معاقبة فاعله وردعه وجعله عبرة لغيره، فالجريمة الالكترونية لا تقتصر فقط على المساس بالخصوصيات، او الابتزاز وغيرها من الجرائم التي تظهر بسيطة جدا امام هذا الفايروس الخبيث الذي يسعى لتدمير المستقبل.
ادعوا من هذا المنبر الى تقديم شكاوي على مستوى المراكز الامنية، ورفع دعاوي قضاية ضد هؤلاء، فان لم نفعل ونغير هذا الواقع بما نستطيع، فويل لنا مما هو آت.