أخبار السياسةالوطن

الجزائر-روسيا: شراكة استراتيجية معمقة وتطابق تام في الرؤى

سهمت زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، إلى فدرالية روسيا، منذ يوم الثلاثاء الماضي، في الارتقاء بالمستوى المتميز للعلاقات الثنائية إلى شراكة استراتيجية معمقة، تم التوقيع على إعلانها الرسمي من طرف رئيسي البلدين اللذين أكدا على تطابق تام للرؤى بشأن مختلف القضايا.

وبهذا الصدد، واصل اليوم الخميس الرئيس تبون زيارته إلى هذا البلد الصديق، حيث بعد وضعه إكليلا من الزهور على النصب التذكاري للجندي المجهول بوسط العاصمة موسكو، خص باستقبال رسمي من طرف نظيره الروسي، السيد فلاديمير بوتين، بقصر الكرملين، قبل أن يجري الرئيسان محادثات توسعت لتشمل وفدي البلدين.

وقد وصف رئيس الجمهورية هذه المحادثات ب”المثمرة والصريحة والصادقة”، وقد قام خلالها بتهنئة نظيره الروسي بمناسبة اليوم الوطني لفدرالية روسيا المصادف ل12 يونيو، منوها بالدعم الذي وجدته الجزائر من الصديقة روسيا خلال انتخابها مؤخرا عضوا غير دائم بمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وفي تصريح مشترك مع نظيره الروسي، عقب المحادثات، أكد الرئيس تبون أن هذه الأخيرة “عكست مستوى العلاقات السياسية المتميزة وأكدت الإرادة المشتركة لمواصلة التشاور السياسي التقليدي بين البلدين”.

وأشار إلى أنه اتفق مع الرئيس الروسي على “المضي بالعلاقات الجزائرية-الروسية نحو المزيد من التعاون” وهوما يعكسه التوقيع على إعلان الشراكة الاستراتيجية المعمقة التي “تشهد على حرصنا المشترك لتكثيف وتوسيع التعاون الثنائي، بما يتماشى مع مستوى علاقاتنا التاريخية التي تمتد إلى أكثر من 60 سنة”.

وسجل الرئيس تبون ارتياحه ل”تطابق الرؤى” تجاه مختلف الملفات التي تم تناولها، على غرار قضية الصحراء الغربية والقضية الفلسطينية والوضع بمنطقة الساحل، فضلا عما يجري في ليبيا.

وأوضح رئيس الجمهورية بأن هذه المناسبة، قد سمحت بتوجيه الشكر للرئيس الروسي على دعم بلاده لترشح الجزائر للانضمام إلى مجموعة “البريكس”.

وعلى الصعيد الاقتصادي، جدد الرئيس تبون دعوته إلى المتعاملين الاقتصاديين الروس ل”الاستثمار في الجزائر التي تتوفر اليوم على بيئة استثمارية ملائمة، بفضل الإجراءات التحفيزية والامتيازات التي يتضمنها القانون الجديد للاستثمار”، وأشار من جهة أخرى، إلى “اعتماد خارطة طريق طموحة للتعاون الثنائي، ترمي إلى الاستفادة من أوجه التكامل الاقتصادي بين البلدين”.

ومن جهة أخرى، أعرب رئيس الجمهورية، عن شكره لنظيره الروسي، لقبوله وساطة الجزائر في النزاع القائم بين روسيا الصديقة وأوكرانيا، مؤكدا أن هذه الثقة “ستكون في محلها”.

من جانبه، عبر الرئيس فلاديمير بوتين عن شكره للجزائر وللرئيس تبون على الاستعداد لتقديم جهود الوساطة في النزاع القائم بين بلاده وأوكرانيا وأعلن أنه سيستقبل، يوم السبت المقبل، رؤساء الوفود من القارة الإفريقية، لمناقشة المبادرة التي تقدمت بها الجزائر حول تسوية هذا النزاع.

وبشأن العلاقات الثنائية، أكد الرئيس الروسي أن الجزائر تحتل الريادة بين شركاء روسيا في القارة الإفريقية، مبرزا أن زيارة الدولة التي يقوم بها الرئيس تبون إلى روسيا “ناجحة” على كافة الأصعدة وهو ما سيساهم في تطوير التعاون الثنائي.

وحول محادثاته مع رئيس الجمهورية الذي وصفه ب “الشريك المفتاح في العالم العربي وفي إفريقيا”، أوضح الرئيس بوتين أنه تمت مناقشة “وبصورة معمقة” سلسلة واسعة من المواضيع بما فيها التعاون السياسي والاقتصادي والإنساني والأجندة الحالية للعلاقات الإقليمية والدولية.

وبخصوص الأوضاع الإقليمية والدولية، عبر السيد بوتين عن “توافق وتطابق وجهات النظر” بين البلدين حيث “تسعى كل من روسيا والجزائر لتنسيق المواقف في إطار المنظمات متعددة الأطراف”.

وفي سياق آخر، أعلن الرئيس الروسي أن اللجنة المختلطة الجزائرية – الروسية من المزمع أن تعقد دورتها ال11 في النصف الثاني من هذه السنة في موسكو، حيث ستدرس “تعزيز الاتصالات العملية والاستثمار وتوسيع المشاريع على النطاق الواسع”.

وأوضح الرئيس بوتين أن زيارة الرئيس تبون “جرت في جو عملي وناجح” والدليل على ذلك -كما قال- “الاتفاقيات الموقعة بين البلدين والهادفة إلى المزيد من تعزيز التعاون في مختلف الأصعدة”، مبرزا “أهمية إعلان الشراكة الإستراتيجية المعمقة الذي يعد وثيقة ثنائية مهمة تحدد الأولويات الواضحة للتعاون البعيد المدى”.

وكان الرئيسان تبون وبوتين قد أشرفا قبل ذلك، على مراسم التوقيع على إعلان الشراكة الإستراتيجية المعمقة بين البلدين، بالإضافة إلى عدة اتفاقيات ومذكرات تفاهم وبرامج عمل بين الحكومتين الجزائرية والروسية.

وتم في هذا الإطار، التوقيع على اتفاقية متعلقة بالتسليم بين البلدين، كما تم التوقيع على اتفاقية بين حكومتي البلدين، تتعلق بالتعاون في مجال الاتصالات العامة، بالإضافة إلى اتفاقية في مجال حماية النباتات، بين وزارة الفلاحة والتنمية الريفية ووزارة الزراعة الروسية.

وفي مجال تعزيز التعاون الثقافي، تم التوقيع على برنامج تعاون بين وزارتي الثقافة في البلدين للفترة 2023-2025.

ووقعت الحكومتان على مذكرة تفاهم تتعلق بالتعاون في مجال الموارد المائية، إلى جانب محضر تعاون بين وزارتي العدل في البلدين.

وتم أيضا التوقيع على اتفاقية بين الحكومتين تتعلق بالتعاون في مجال استكشاف الفضاء الخارجي للأغراض السلمية.

وختاما، وقع رئيس مجلس تجديد الاقتصاد الجزائري، السيد كمال مولى ورئيس المنظمة الاجتماعية الروسية “روسيا أعمال”، السيد ألكسي ريبيك، على اتفاقية تعاون بين المنظمتين.

وكالة الانباء الجزائرية

اظهر المزيد